أرشيف المدونة

علينا دائماً الإجابة ب "نعم" أم"لا" , ولهذا لا نصنع التاريخ

الجمعة، 21 يناير 2011

حوارُ حول وطن


بعبارة "زهقونا و قرفونا ,مع كلمة بذيئة أتحفّظ عن ذكرها ",يفتتح أبو زياد جلسة الحوار المفتوح معي ,فقد بدا وجهي مألوفاً له,كونه سائق اجرة على خط بشارة الخوري-مارالياس-أونيسكو-روشة ,الخط الذي أقصده يومياً للوصول الى جامعتي و العكس .

لا يكاد يسكن حتى يعود للكلام مجدداً "شو بدن فينا ,هلكوا ربنا,بستحلي شي مرة يرخص هالبنزين ,ولك صرت اكره الاربعا والله".تتخابط الجمل في راسه,متزاحمة تتسابق فيما بينها ,ايّ منها ستشكّل جملة "النقّ" الأولى ,ثم يعود ليكمل "والله يا عمو ما في ولا راكب ,هولي السياسية خربونا و خربوا البلد",سارعت بالقول "الحق عالشعب,ليه ما بيطيرن كلن...قلّوا يا فرعون مين فرعنك ",يرد قائلاً"فرعنت وما حدا ردني",ذُهل أولاً بجوابي وكأنه يتوقع مني القول "معك حق",وبعد لحظات يعود لرشده ويقول "برافو الحق عالشعب",ثم يقطع حديثه والحوار معي  ليسأل شابٍ يقطع الطريق "لوين واصل",فيرفع الشاب يده رافضاً الصعود.ويكمل:بس كيف الواحد بدّو يغيّر و ما معو شي بجيبتو",كان ردي –متزامناً مع زمّور المرسيدس المتكرر- ,"ما بس يصير معو شي الواحد بيبطل يغيّر ",وكأننا نناقش افكاراً مصيرية نتقاتل من أجل الفوز بصحتها ,فردّ باستغرابٍ مستهزءاً "والله ما بكٍ شي قوية",فسارعت بالقول "مش قصة قوة ,قصة إنو حلّوا الشعب يتعلم من أخطاءه ...وصل القيىء للحنجرة"...لم يكن له إلا إن ينظر لي نظرة إعجاب ضمنية لا تسمح له شيبته بالتعبير عنها ,فلا يمكن أن يعترف لولدٍ –على حد تفيكره- بأنه على صواب .

كان هذا اليوم الذي تلى المناورات التي قام بها حزب الله في مناطق بيروت ,فكان الجو غريباً عن مار الياس التي تُعرف دائماً بكثرة زحمة السير فيها .فنادراً ما كنت لترى راكباً ينتظر "سرفيس" النقل الخاص ,و"جحش الدولة" في مركبات النقل العامة,وليس هنالك سيارات تنتظر الإشارة الخضراء أو حتى متسولين قابعين تحت البانوهات الإعلانية.كان الجو كئيباً لا يوحِ بالثقة و الأمان أبداً,وما كان يكسر هذا الصمت سوى طرطقة السيارات من فانية لأخرى.

فجأة يرميني أبو زياد بإعلان لطالما سمعه قبيل النشرة الإخبارية  المسائية "خلّي الليرة ترجع تحكي ",مستطرداً "متل كإنو في غير الليرة عم يحكي",ابتسمت ثم عدت لأضحك قائلةً "طبعاً في غير الليرة عم يحكي",توسعّت عيناه منتظراً الجواب مني,فأكملت بسرعة كي لا أفسد عليه اللحظة "الدولار والعملات الأجنبية ",فما كان عليه إلا إن "بلع ريقه لينفّس عن غضبه العارم" ,كان عليّ أن اختتم الحوار ,كوني وصلت الى مكان جامعتي ,قلت "قصتنا فيلم اميركي طويل أبو زياد ". ..."تصبح ع كم زبون"...فردّ بكل ألم "تصبحين على وطن"...

هناك تعليقان (2):

  1. غير معرف5:18 ص

    مسا الخير بتول
    وأول شي خليني قلّك مبروك المدونة
    وتاني شي، بتكتبي حلو
    وتالت شي، وبخصوص الموضوع، ومن المرات النادرة يل بلاقي حالي ما فيني كتّر حكي، رح إكتفي وقول: قصتنا قصة... بس بتهون، بوعي الشعب بتهون
    الف عافية
    وبكل الأمان

    ردحذف
  2. حسين
    أنا بتشكرك و قصتنا قصة أكيد بس القصة مرات نهايتا مش سعيدة ,على أمل إنو تكون قصة شعب مش قصة زعما تحياتي

    ردحذف