حاجي "تتفلسف",هي كلمة أو صفة لطالما كانت تتوارد على مسامعنا باعتبارها تستخدم من قبل أعدادٍ كبيرة من الناس من أجل التعبير عن سذاجة شخصٍ,او كلمة للتقليل من قدر المتكلم بطريقة مبطنة ولكن واضحة في الوقت عينه.
ولكن المفارقة بين المعنى الحقيقي و التجريدي و المعنى المستخدم ,هو أنهما يختلفان إختلافاً جوهرياً ,وإن إطلاقها على شخصٍ كصفة ليست بالشيء العاطل أو السيء بل هي عبارة عن "إطراء" ,ففي الأيام الغابرة و خاصةً في الحقبة اليونانية ,كان لقب الفلسفي لا يطلق بسهولة على الفرد بل يتوجب عليه أن يوافق متطلبات الفلسفي من الشجاعة و الحكمة و استخدام العقل الى صفات القيادة والعدالة في الحكم.
وإنطلاقاً من فكرة أن لكل شخصٍ فلسفته الخاصة نستطيع الآن أن نطلق على كل شخصٍ لقب الفيلسوف ولكن بدرجاتٍ متعددة ,كون المستوى الفكري لا يتساوى ما بين بشري و آخر ,وهذا الشيء اساسي في تكوين هرم الحياة .
لنبدأ من هذه الفكرة,بحيث يمكننا أن نعتبر الحياة "مدونة كبيرة",لا تأخذ حيزاً مادياً,بل معنوياً وفكرياً الى أبعد الحدود ,وبما أن كل إنسان يملك نظرة خاصة عن الدنيا فبالتلي فلسفته الخاصة أطلقنا على كل إنسان لقب الفيلسوف ,أشدد أيضاً "بدرجات مختلفة",(حيث الدرجات تحدد لاحقاً لأنها ليست موضوع النقاش).
سوف يتساءل البعض,أين موقع الفلسفة القديمة من هذا النقاش ؟
إن أرسطو و أفلاطون و سقراط ,كان لهم أفكار مختلفة عن الآخرين فيما يتعلق بنظرياتٍ فكرية ثم فلسفية باعتبارها وصلت لمرحلة النضج الفلسفي و أعلى درجات الفلسفة ,حيث كان الفكر البشري بحاجة لهكذا أفكار من أجل تطور البشرية ,فالأفكار التي كانت دون هذا التصنيف أو دون الحاجة البشرية سقطت , وهذا ما يحدث في عالمنا الحالي و سوف يحدث في عالمنا المستقبلي,فلا تتحول كل أفكار الناس أو وجهات نظرهم الى نظريات ,وإذا ما تحولت الى نظريات لا تتحول كل هذه النظريات الى فلسفة راقية ,بكون المحرّك الدنيوي الغير المرئي ,الموجود,يستبعدها بكل شهولة و يبقي على ما يحتاج من نظريات فلسفية من أجل تطور اللوغس البشري.
قد يتفاجىء بعض الملمين في هذه المواضيع من تبسيطي للأمور بهذه الطريقة,ولكن كما يقول غسان كنفاني "ليس بالضرورة أن تكون الأشياء العميقة معقدة. وليس بالضرورة أن تكون الأشياء البسيطة ساذجة.. إن الإنحياز الفني الحقيقي هو: كيف يستطيع الانسان أن يقول الشيء العميق ببساطة" ,فعبّرنا عن العميق بكل بساطة.
يتبع....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق