لم تكن قصتنا يوماً محبوكة التفاصيل والحيثيات ,حتى أنها لم تكن تحتوي لا على زمانٍ ولا حتى على مكان .
و"لكن" طبعاً كانت الشخصيات الرئيسية فيها ثابتة,و لمنع الإلتباس كانت أنا وأنت ,فعندما كان الإنسان يقرأ قصتنا لم يكن ليجد مكاناً يستطيع أن يتخيل القصة فيه ولا زمان, من أجل أن يعرف ما إذا كانت قصتنا قد حدثت في الصيف أم في أحد إيام الشتاء .
"هو لأمرٌ غريب فعلاً ,فقد جرت العادة أن يكون للقصة حبكةً ما,شخصياتٌ متنوعة المعالم و ما يسمى بال اللغة الأجنبية البسيط بال "settings"
لعل السبب يا عزيزي القارىء,هو ما يسمى بال"وطن" ,فلم يكن يوماً لوطني زمناً ولا حتى مكان إلا في أجندات مصالح الدول الخارجية (وليست الدول الكبرى) ,فانعكس ذلك لا شعورياً من حالته الممتدة الواسعة الكبرى الى حالةٍ مصغّرة كانت انا وأنت .فكم من فقيرٍ غريبٍ فيه ,وكم من غريبٍ في المهجر مواطناً ,فالسؤال المتدارك جوابه .إذا لم يكن للوطن مكانٍ ولا زمان,فكيف يكون لمواطنيه ؟.
من يدفعنا الى الغربة سوى نماذج لعائلات دون مأوى ,ومزارع دون أرضه,وعاملٍ دون معمل؟ .
نحن الثوار كموج البحر متى توقفنا انتهينا ,نعم,ولكن من أين لنا الثورة دون مقوماتها ,كما الأمر من أين لنا "الطبخة" دون مكوناتها ,من الممكن فعلاً أن تجمع المكونات عشوائياً فتكون النتيجة ,مزيج لا يعرف سره إلا الإله.وقد نعثر على ما يسسمى التنظيم ,الكلمة الغريبة اللفظ على الشعب العربي خصوصاً فنصل الى ما نريد الوصول إليه بطريقة منظمة وفي الوقت ذاته فعّالة.
فكيف لفلسطين أن تقاوم إذا كانت قد أصيبت بمرض "الشرذمة" الذي وبالمناسبة ,أصعب إنتشاراً من مرض السرطان في الجسم القومي .,وكيف لمصر أنت تقاوم دون نفسية عبد الناصر ,ففاقد الوحدة والقوة لا يمكن أن يعطيها ,وكذلك فاقد الإرادة و التنظيم.
فإليكَ يا من خلقنا من ترابك ,ومن رحم أهلك ,ومن دمعات مساكينك ,أهدي أنّة أرملة ,وبكاء أم شهيد ,ودعاء مكسور ,يد متسولٍ مليئة بترهات الأيام ,اليك يا وطني أهدي إستقلال جغرافي لا مواقفي ,اليك يا وطني ,يا من لن أتوقف عن إهدائه,إليك يا وطني شعباً تاه في حقولٍ فارغة رسمها له سياسييه...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق