أرشيف المدونة

علينا دائماً الإجابة ب "نعم" أم"لا" , ولهذا لا نصنع التاريخ

الثلاثاء، 22 مارس 2011

إ س ق ا ط


هي ذاتها قضية إسقاط النظام الطائفي التي كتبت عنها مقالات و أعدت عنها تقارير ,فاقت أعداد المشاركين في هذه التحركات.قد يكون السبب وراء ذلك هو دهشة المجتمع اللبناني من من تحرّك شابات و شباب تحلّوا بالجرأة الكافية للخروج الى شوارع ,لطالما كانت حكراً على "أرقامٍ" و حسابات سياسية ,طائفية اتسع ضيقها ليبلغ عقول المواطنين,أو قد يكون السبب ,استغراب اللبنانيين أنفسهم من كسر عادة الإنصياع للأمر الواقع  وتدبّر الأمور " على الطريقة اللبنانية ".

طريق لا يمكن الرجوع عنها ,هي الطريق التي اختارها هؤلاء الشباب, ولا يمكن توقفها الى حين الوصول لأهدافٍ عملية ملموسة .هي الفرصة الوحيدة و الأخيرة التي سيستطيع بها الشعب اللبناني تغيير , أو محاولة تغيير واقعهم الإجتماعي , الإقتصادي و الحياتي ,فالنزول الى الشارع ليس كالرجوع منه ,فلا خيار أمامهم سوى الإنتصار و الوصول الى وطنٍ جديد بحجم أحلامهم ,ووطن يفتح لهم عبر إمكانياتهم الفردية لا الحزبية , آفاقاً شريفة و محترمة على كافة الأصعدة.

فعلاً,كان هذا الوقت المناسب لهذا النوع من الصحوة الشعبية , فالبلاد العربية جمعاء , ومع اختلاف تركيباتها الديمغرافية , تعيش حالةً لم يشهدها العالم من قبل و الهيجان الذي تسبب به مشعل الثورات بوعزيزي,امتد من تونس الياسمين ,لمصر أم الدنيا مروراً بالبحرين و ليبيا و اليمن ,ناهيك عن الثورات التي بلغت شهرها التاسع و تستعد لولادتها الطبيعية.

في الحقيقة كانت الشعوب العربية , تحتاج لدافعٍ بسيط ,لكي يخرجهم  من مجسمات الدول التي يعيشون فيها ومن حكامٍ  يعيسون فيها فساداً و نهباً للأموال العامة واستغلال وتنكيل بالمثقفين و المواطنين على حد سواء.وقد منح محمد هذه الدفعة لتونس ,من ثم مئات الشهداء و الجرحى في مصر ,وصولاً الى ليبيا فاليمن فالبحرين و الجزائر , الى لبنان الذي أخذت الثورات العربية حيّزاً كبيراً من أوقاتهم اليومية.

هؤلاء الشباب و الشابات أو المواطنات و المواطنين,لا يقلّدون العالم العربي ,بل أن طمعهم في مستقبلٍ افضل ,لا محروم فيه,ووطنٍ يؤمّن لهم الخبز و العلم والحرية , هو ما دفعهم للنزول في 27 شباط الماضي ,متصالحين مع أنفسهم و قضاياهم ,ومتفقين على أن "المشي فوق المجارير ,أفضل من العيش فيه" .

إن حملة إسقاط النظام الطائفي , هي للشعب ,كل الشعب ,للوطن و المواطن ,بغض النظر عن إنتماءاته الحزبية منها أو الدينية ,شرط أن لا يكون مصاباً بمرض الطائفية ,معتقدين أن الدواء الشافي لهذا المرض المستشري هو الإيمان بأهداف هذه التحركات و المشاركة فيها.

ومع إصرار المشاركين ,رفضهم الغير قابل للنقاش , بنسبة هذه التحركات العفوية لطرف سياسي معين ,فإن كل محاولات الأطراف السياسية بتبني هذه المظاهرات ستبوء حتماً للفشل لأنها تحركات "منبثقة عن الشعب ",الذين قضوا بحناجرهم على شرعية و أقطاب هذا النظام الطائفي القائم.

ب.م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق