أرشيف المدونة

علينا دائماً الإجابة ب "نعم" أم"لا" , ولهذا لا نصنع التاريخ

السبت، 1 مايو 2010

مشروع إنسان


ألتقيهِ كل يومٍ..أراه حينَ أكونُ متوجّهةً الى جامعتتي صباحاً,وأصادفهُ حين أعود لبيتي مساءً.ليس بشابٍ من أتكلّم عنه,ولا هو صديقٍ أسعدُ لرؤيته.هو ذلك الصّبي البالي الثياب والتي مرّت الأيام على قميصه مرور اللؤماء,حتى قطّعت أوصاله و ألحفت به السواد.هو ذلك الولد الذي غضِبت عليه الأقدار وأضاعته الحياة ,لأنها غصّت به إنساناً آخر تستطيع أن تُبعد عنه كاهل العذاب والفقر.لن أسمّيه "أحمد العربي" كمحمود درويش ,ولكني أستطيع أن أسميه "طفلاً راشداً" ضاعت طفولته بتمثيله مسرحية البالغين .فبدأ بدور البطل الذي يجمع يومياً كلمات الشفقة من الناس ,وانتهت به بدور "بديلٍ لإنسان" سلب منه الفقر كلّ معاني السعادة ,حتى أبت السعادة نفسها أن يُطلقْ وقْعَها عليه ,فقستْ عليه كما لم تقسَ الحياة على أحدٍ من قبل ,واتخذتْهُ عدوّاً,لا أمل فيه,ولا حولَ عليه. تصارعه الحياة و يصارعها كأنها حلبة ملاكمة ,مراهنٌ عليها من قبل الأغنياء فعندما يربحها يعني أنه يستطيع أن يكمل يوماً آخر من المصارعة وعندما يخسر يكمل حياته بشكلٍ طبيعي بكل بساطة لأنه تعوّد على الخسارة حتى أصبحت خبزه اليومي.
حين تتكلّم عن فقير تكون وجهة نظرك عن الموضوع ليس موضوعية ولا تمة لها ب صلة ,لأن الفقر كفكرة ,ليست بالشيء الموضوعي فهي تدخل الصميم وتستمر بالدخول حتى تصبح العودة عن الإنحياز لها شيئاً صعب.وكما يقول ناجي العلي" أنا لست محايدا، أنا منحاز لمن هم "تحت".


بتول مرجان


هناك تعليقان (2):